فاطمة الزهراء بنيس.. تركيب دقيق في الشعر-محمد العبيدي (العراق)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

فاطمة الزهراء بنيس.. تركيب دقيق في الشعر


طالَ طوافي …
بين ذراعي قمر
متاهات …
يقظة ...
مَن يكتب مَن؟

لوعة الهروب

تمزُّقات ـ
بصيصٌ شارد
هكذا يبدو ـ
لِحُبّك أم لِمن؟
عروة الهيمان

كاتبة وشاعرة مغربية
من مواليد مدينة تطوان- شمال المغرب
بدأت نشر أولى قصائدها مطلع التسعينيات
عندما شرعت بالكتابة عن الشاعرة المغربية، فاطمة بنيس، أردت أن أتبنى بوضوح المنهج الأكاديمي العلمي للكتابة، ولكن وجدت صعوبة بالغة لهذا الإطار والوصف اللغوي، الذي يكون صعبا على المتلقي لأن يقيس درجة الفهم والإدراك، عندما يقرأ قصائد الشاعرة، ولأني أريد أن أكون أحد الحوافز المهمة التي تجعل المتلقي يتكهن بسهولة وما يقوله بالضبط عن الشاعرة، إلا إنني عمليا سأتبع عملية التركيب الدقيق مثلما تتبع الشاعرة فاطمة أثناء الكتابة. وعملية الشكل اللغوي في القصيدة هي بالتأكيد أحداث عملية ارتبطت بالشكل أولا ومن ثم تصل إلى الموقف المبني الذي ينطق الكلمات ليكون المتلقي بوضع استجابة كافية لما يقرأ، وبما أن الشاعرة بنيس أراها جائعة دوما تريد أن تصل إلى حد الإشباع من الشعر، وهذا يعتمد على أن يأتي معها ما هو معروف من تراكيب اللغة ذات الوصف المختلف تماما عما تكتب، ويرى الكاتب أن الحوافز هنا لم تكن كافية وخصوصا في (طال طوافي) كانت استجابة معلنة قبل كل شيء صحيح لم تكن استجابة بديلة، على شكل سلسلة معينة من الأفكار تطلق بتراكيب مؤدية إلى التصرف بمعاني اللغة ولكنها كانت تعطي في بعض الأحيان فرصة للقارئ تعلن فيها مواقف عملية، كانت هي الأخرى بديلة ليس في بناء الجملة فحسب وإنما في تعزيز التعامل مع المعنى.
وعلى الرغم من أن الموقف من المعنى، كان محبطا عندها للغاية ولم يحرز أي تقدم في علم الدلالة وخصوصا في (بين ذراعيْ قمر) أراه كان معوقا إعاقة كلية ولم تحرز أي تقدم في التركيب الشكلي، هذا لا يعني انتقاص من القصيدة وإنما هي أحد مراحل التطور التي تمر بها الشاعرة بخطوات عملية في التركيب، ولا يخفى على القارئ أن عملية تركيب الجمل في القصيدة ووصف قواعد بناء الجملة وعلم الصوت الموجود، لوحده يكون لغة معينة تكون من أصعب الطرائق الفنية التي تتفرد بها الشاعرة، بالرغم من أن هناك بعض الشعراء يغفلون إلى معنى الكلمات وأن تأخذ مداها في علم الصوت تاركين لعلم الدلالة أن يأخذ الجمل، بما يوصف المعنى العام للكلمات والجمل.
أعتقد أن التحليل العلمي هنا بدا يخدم الكاتب ليرى الانفراج المطلوب منها ليعلن في الغرض نفسه ما تعلنه الشاعرة في (متاهات…) بهذه الكلمات وجدت وصفا أوليا جاهزا لمعنى الكلمات ولكن التركيب كان دقيقا، لأنه يحمل الاعتبارات الدلالية أكثر من غيره، وهذا لم يكن مقصورا هنا وإنما وصل إلى درجة الغليان في (يقظة ...) وبه تحدد هوية الوحدات بتراكيب بنائية عالية المستوى ولم تصل لحد الآن إلى أن تحدد القواعد والمبادئ، وإنما تركت الخيار للقارئ هو الذي يقوم بإعداد ارتباطات مؤلفة يضعها في مجاميع الأفكار ويعلن انه أوغل نفسه، في صياغة مبادئ التحليل الجديدة دون الإشارة إلى المعنى، وهذا الأمر تركه إلى الشاعرة نفسها في أن تبلغ ذروتها في (مَن يكتب مَن؟) لتعلن للملأ أنها بكامل حيوتها بالرغم لم يكن أي أحد من المتعاونين، ولكنها بدأت تأكل التفاحة كونها جائعة وكانت تراكيب الجمل عندها دقيقة، وأداة التعبير ممكنة ومرغوبة وهذا بالتأكيد جعلها لا تخرج من جنة الشعر بالرغم من أكلها التفاحة....



 
  محمد العبيدي (العراق) (2008-06-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

فاطمة الزهراء بنيس.. تركيب دقيق في الشعر-محمد العبيدي (العراق)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia